responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تذكرة الاَعيان المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 49

علبة القصّاصين وجعبة الوضّاعين.

كلّ ما مرّ عليك من الاَكاذيب والتهم قد أُلصقت إمّا بالشريف الرضي أو بأخيه المرتضى، وكان الهدف من وراء وضعها تكبير هذا بتصغير ذلك أو بالعكس، هذا يرشد إلى أنّ كليهما كانا موضع حقد البعض وبغضهم وحسدهم.

و يوَيّد ذلك ما اتُّهما به على وجه الاشتراك، وأوّل ما رُميا به ما ذكره ابن خلّكان في تاريخه إذ قال: اختلف الناس في كتاب«نهج البلاغة» المجموع من كلام الاِمام عليّ بن أبي طالب هل هو جَمْعه ـ الشريف الرضي ـ أم جمع أخيه المرتضى؟ وقد قيل: إنّه ليس من كلام عليّ، وإنّما الذي جمعه ونَسَبه إليه، هو الذي وضعه.[1]

وتبعه اليافعي من دون تحقيق وردّد نفس ما قاله ابن خلّكان في تاريخه.[2]

فما تورّط فيه هذان الكاتبان من نسبة الكتاب إلى علم الهدى واتّهامه بوضعه أو أخيه سيدنا الشريف الرضي، ممّا لا يقام له في سوق الحقائق وزن وليس له مناخ إلاّ حيث تربض فيه العصبية العمياء، ويكشف عن جهل أُولئك، وقد قام عدّة من المحقّقين بتفنيد هذه النسبة عن طريق ذكر مصادر نهج البلاغة الموَلّفة قبل أن يولد الرضي أو الشريف المرتضى، فنحن نضرب عن ذلك صفحاً ونمرّ عليها كراماً.

وفي كتاب مصادر نهج البلاغة للعلاّمة الخطيب السيدعبد الزهراء الحسني، وما كتبه الاَُستاذ عبد اللّه نعمة، وما أفرد العلاّمة الشيخ هادي آل كاشف الغطاء في ذلك المضمار وطبع مع كتابه مستدرك نهج البلاغة، غنى وكفاية في دحض الشبهة، وإبطال الفرية. واللّه الهادي.


[1]وفيات الاَعيان:2|313، بيروت، ط دار الثقافة.
[2]لاحظ الروضات:4|304. و لاحظ الرياض:4|55.
اسم الکتاب : تذكرة الاَعيان المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 49
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست