من ملامح الشخصيات الكبيرة انّ كلَّ واحد منهم أُمّة، لما يقومون به من انجازات كبيرة ويخلفون من الآثار التي من شأنها أن تُنجزها أُمّة، ولاَجل ذلك نرى انّه سبحانه يصف إبراهيم _ عليه السلام _ بانّه أُمّة، ويقول: (إِنَّ إِبْراهيمَ كانَأُمَّةً قائِماً للّهِ حَنيفاً ولَمْ يَكُنْ مِنَ الْمُشْرِكينَ) . [1]
وما هذا إلاّ لاَنّ رائد التوحيد ـ منذ ريعان شبابه إلى أن لقى ربّه ـ أوجد ثورة عارمة ضد الشرك، وقاد نهضة توحيديّة كبيرة، وترك آثاراً ومنجزات عظيمة في المجتمع الاِنساني، فعمله في الظاهر عملَفردي ولكنّه ـ في الواقع ـ عمل أُمّة كبيرة وهذه من سمات الشخصيات الكبيرة.
هكذا كان العلاّمة الطباطبائي، فهو ـ بحقّ ـ أُمّة ، لما أنجزه من الآثار العلمية والخدمات الجليلة التي تركت بصمات واضحة على التراث الشيعي.
فيوم نُعِيَلموته، كأنّه نُعي لموت أُمّة كبيرة، والذكر الحكيم يعبِّر عن موت العالم وفقدانه بنقصان الاَرض و يقول: (أَوَ لَمْ يَرَوا أَنّا نَأْتِي الاََرض نَنْقُصها مِنْ أَطرافِها وَاللّهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَريعُ الحِساب).[2]