responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تذكرة الاَعيان المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 431

محمد بن حسين بن محمد

الطباطبائي (1321 ـ 1402 هـ )

من ملامح الشخصيات الكبيرة انّ كلَّ واحد منهم أُمّة، لما يقومون به من انجازات كبيرة ويخلفون من الآثار التي من شأنها أن تُنجزها أُمّة، ولاَجل ذلك نرى انّه سبحانه يصف إبراهيم _ عليه السلام _ بانّه أُمّة، ويقول: (إِنَّ إِبْراهيمَ كانَأُمَّةً قائِماً للّهِ حَنيفاً ولَمْ يَكُنْ مِنَ الْمُشْرِكينَ) . [1]

وما هذا إلاّ لاَنّ رائد التوحيد ـ منذ ريعان شبابه إلى أن لقى ربّه ـ أوجد ثورة عارمة ضد الشرك، وقاد نهضة توحيديّة كبيرة، وترك آثاراً ومنجزات عظيمة في المجتمع الاِنساني، فعمله في الظاهر عملَفردي ولكنّه ـ في الواقع ـ عمل أُمّة كبيرة وهذه من سمات الشخصيات الكبيرة.

هكذا كان العلاّمة الطباطبائي، فهو ـ بحقّ ـ أُمّة ، لما أنجزه من الآثار العلمية والخدمات الجليلة التي تركت بصمات واضحة على التراث الشيعي.

فيوم نُعِيَلموته، كأنّه نُعي لموت أُمّة كبيرة، والذكر الحكيم يعبِّر عن موت العالم وفقدانه بنقصان الاَرض و يقول: (أَوَ لَمْ يَرَوا أَنّا نَأْتِي الاََرض نَنْقُصها مِنْ أَطرافِها وَاللّهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَريعُ الحِساب).[2]


[1]النمل:120.
[2]الرعد:41.
اسم الکتاب : تذكرة الاَعيان المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 431
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست