responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تذكرة الاَعيان المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 276

ويده ورجله وذراعيه.

وقد كان لكتاب «التوحيد» لابن خزيمة صدًى واسع في القرن الرابع وبعده، هذا ابن كثير يذكر في حوادث عام 460هـ: وفي يوم النصف من جماديالآخرة قُرىَ «الاعتقاد القادري» الذي فيه مذهب أهل السنّة والاِنكار على أهل البدع. وقَرأ أبو مسلم الكجي البخاري المحدّث كتاب «التوحيد» لابن خزيمة على الجماعة الحاضرين، وذكر بمحضر من الوزير ابن جهير وجماعة الفقهاء وأهل الكلام واعترفوا بالموافقة.[1]

وقد ظهر في عصر الكليني، الاِمام أبو الحسن الاَشعري (260ـ324هـ) وقد تربّى في أحضان المعتزلة وتتلمذ على يد أبي علي الجبّائي (236ـ303هـ) ثمّ رفض الاعتزال والتحق بمنهج الحنابلة ونادى بأعلى صوته في الجامع الكبير في البصرة وقال: من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا أُعرّفه نفسي، أنا فلان بن فلان كنت قلت بخلق القرآن، وإنّ اللّه لا يرى بالاَبصار، وإنّ أفعال الشرّ أنا أفعلها، وأنا تائب مقلع معتقد للردّ على المعتزلة.[2]

إنّ كثيراً ممّن يُحسن الظنّ بإمام الاَشاعرة يفسّرون انقلابه إلى منهج الحنابلة بفكرة القيام بإصلاح عقيدة أهل الحديث التي كانت سائدة في أكثر البلاد وأنّ الاِصلاح لم يكن ميسّراً إلاّ بالتزيّ بزيّهم، ولوصحّت تلك في بدء الاَمر، ولكنّه لم يتخلّص من أكثر ما كان عليه أهل الحديث في ذلك اليوم غير أنّ الجبر والتشبيه والتجسيم صريح في كلمات المحدّثين، وهي مروية في كتب الاَشعري ومن والاه.

يقول الدكتور أحمد أمين: في رأيي لو سادت المعتزلة إلى اليوم لكان للمسلمين موقف آخر في التاريخ غير موقفهم الحالي وقد أعجزهم التسليم


[1]البداية والنهاية:6|96.
[2]فهرست ابن النديم: 271.
اسم الکتاب : تذكرة الاَعيان المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 276
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست