responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تذكرة الاَعيان المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 229

و قد استمر البحث والتنقيب حول المسائل الفقهية بين علماء الشيعة في جميع القرون التي مضت إلى يومنا هذا، ولم يكن ذلك إلاّ لاَجل انفتاح باب الاجتهاد لديهم، ووجوب رجوع العامي إلى المجتهد الحي، وهم يرون انّ إفتاء علماء المذاهب الاَربعة بإقفال باب الاجتهاد، خسارة جسيمة للعلم وما جاءوا به من التعليلات لتوجيه هذا الاِغلاق وجوه عقيمة لا جدوى لها.[1]

ولم يكن لذلك الاِغلاق إلاّ حافز سياسي قد أوضحناه في كتابنا «مفاهيم القرآن».[2]

عصر الجمود أو عصر الازدهار

يصف «مصطفى أحمد الزرقاء» القرن السابع بأنّه قرن الانحطاط والجمود، ويقول: «في هذا الدور أخذ الفقه بالانحطاط، فقد بدأ في أوائله بالركود، وانتهى في أواخره إلى الجمود، وقد ساد في هذا العصر الفكر التقليدي المغلق، وانصرفت الاَفكار عن تلمس العلل والمقاصد الشرعية في فقه الاَحكام إلى الحفظ الجاف والاكتفاء بتقبل كلّ ما في الكتب المذهبية دون مناقشة، وطفق يتضاءل ويغيب ذلك النشاط الذي كان لحركة التخريج والترجيح والتنظيم في فقه المذاهب، وأصبح مريد الفقه يدرس كتاب فقيه معيّن من رجال مذهبه، فلا ينظر إلى الشريعة وفقهها إلاّ من خلال سطوره بعد أن كان مريد الفقه قبلاً يدرس القرآن والسنّة وأُصول الشرع ومقاصده.

و قد أصبحت الموَلفات الفقهية ـ إلاّ القليل ـ أواخر هذا العصر اختصاراً


[1]لاحظ المدخل الفقهي العام تأليف مصطفى أحمد الزرقاء :1|187، وكتاب «الملكية ونظرية العقد في الشريعة الاِسلامية» تأليف الشيخ محمد أبو زهرة ص 38ـ 39، ترى انّالكاتبين يذكران وجوهاً عليلة لاِغلاق باب الاجتهاد.
[2]لاحظ مفاهيم القرآن: 3|209 ـ 303 و أيضاً الخطط المقريزية:2|333ـ344.
اسم الکتاب : تذكرة الاَعيان المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 229
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست