responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تذكرة الاَعيان المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 21

والاَمصار، حتى صار التحدُّث بحديث الرسول وكتابته وإفشائه إلى قرن، عملاً محظوراً يُلام على فعله، ويُحْرق كتابه بالنار، ويذهب جهده سدى.[1]

وقد سار الخلفاء على هذا النهي، وقامت حياتهم السياسية على هذاالاَساس، فكانت الصحابة والتابعون ممنوعين عن نشر ثاني أدلّة الاَحكام، وعدل القرآن، إلى أن رُفِعَ الحظرُ في خلافة عمر بن عبد العزيز، حيث أحسّ بضرورة تدوين الحديث، فكتب رسالة إلى عالم المدينة أبي بكر بن حزم وأمره بكتابة حديث النبي _ صلى الله عليه وآله وسلم _ لاَنّه يخافُ من دروس العلم وذهاب العلماء.[2]

رُفِعَ الحظر، وعادت فكرة إحياء ما دثر من الآثار إلى المجتمع الاِسلامي، لكن بعد ما اختلط الحابل بالنابل، وتسرَّبتْ موضوعات كثيرة عن طريق الاَحبار والرهبان إلى الاَوساط الاِسلامية، وتفاقم الاَمر إلى حدٍّ أخرج محمد بن إسماعيلالبخاري صحيحه، الذي يحتوي بلا تكرار على 2761حديثاً من زهاء ستمائة ألف حديث.[3]

ومع أنّ عمر بن عبد العزيز كان موَكِّداً على تدوين الحديث ولكنَّ رواسبَ الحظر السابق حالت دون القيام بما أمر، فلم تكتب بعد صدور الاَمر إلاّ صحائف غير مرتَّبة ولا منظَّمة، وإنّما قام المحدّثون بهذه الوظيفة الخطيرة بعدما زالت دولة الاَُمويين وأخذ أبو جعفر المنصور بمقاليد الحكم، فأخذوا بالكتابة والتدوين والتنظيم والترتيب.[4]

ولئن خضعت رقاب ثلّة من الصحابة والتابعين لهذا النهي رغباً أو رهباً


[1]تقييد العلم للخطيب البغدادي: 52.
[2]الصحيح للبخاري: 1|27.
[3]إرشاد الساري لشهاب الدين القسطلاني: 1|28.
[4]تاريخ الخلفاء للسيوطي: 261.
اسم الکتاب : تذكرة الاَعيان المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 21
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست