بُعث النبي _ صلى الله عليه وآله وسلم _ بكتاب مبين، وسنّة زاهرة، وشريعة جامعة، فأحدث رجّة في كافة جوانب الحياة الاِنسانية، ولم يبق مظهر للحياة إلاّ اهتزّ وظهرت معالم التطوّر فيه.
كانت الشريعة الاِسلامية زلزالاً في حقل الدين والعقيدة فعصفت بالشرك وجعلت من الاِنسان المشرك، موحّداً ضحّى بنفسه ونفيسه في سبيل التوحيد ومكافحة الوثنية.
كانت زلزالاً في جانب العادات والتقاليد والآداب والاَخلاق، فقد أبادت الرسوم الجاهلية وذهبت بأعرافها فاصبح الاِنسان العاكف عليالخرافات الموروثة منالآباء، فرداً موضوعياً رافضاً لما يخالف الفطرة والعقل السليم.
كانت هزّة عنيفة في مجال العلم والمعرفة بعالم الوجود وفسيح الكون وقد دعت إلى النظر في بديع الصنع وخاطبت الاِنسان، بقوله: (قُلِ انظُرُوا مَاذَا فِيالسَّمواتِ وَالاَرض)[1] فعاد الجاهل عالماً بالسنن الكونية، سابحاً في بحار