responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ الفقه الإسلامي وأدواره المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 428

عصره، فقد بدأ الشيخ يوسف البحراني يميل إلى مدرسة الاَُصوليّين شيئاً فشيئاً حتى أنّه أخذ يقول في المقدمة الثانية عشرة من مقدّمات الحدائق:

وقد كنت في أوّل الاَمر انتصر لمذهب الاَخباريين، وقد أكثرت البحث فيه مع بعض المجتهدين من مشايخنا المعاصرين، إلاّ أنّ الذي ظهر لي بعد إعطاء التأمل حقّه في المقام، و إمعان النظر في كلام علمائنا الاَعلام هو إغماض النظر عن هذا الباب و إرخاء الستر دونه و الحجاب، و إن كان قد فتحه أقوام وأوسعوا فيه دائرة النقض والاِبرام.

أمّا أوّلاً: فلاستلزامه القدح في علماء الطرفين.

وأمّا ثانياً: فلاَنّ ما ذكروه في وجوه الفرق بينهما جلّه بل كلّه عند التأمل لا يثمر فرقاً.

وأمّا ثالثاً: فلاَنّ العصر الاَوّل كان مملوءاً من المحدّثين و المجتهدين، مع أنّه لم يرتفع بينهم صيت هذا الخلاف، ولم يطعن أحد منهم على الآخر بالاتصاف بهذه الاَوصاف.

ولم يرتفع صيت هذا الخلاف ولا وقوع هذا الاعتساف إلاّمن زمن صاحب «الفوائد المدنية» سامحه اللّه تعالى برحمته المرضية، فإنّه قد جرّد لسان التشنيع على الاَصحاب، وأسهب في ذلك أيّ إسهاب، وأكثر من التعصبات التي لا تليق بمثله من العلماء الاَطياب. [1]

ولاَجل الوقوف على العناية التي أولاها المحقّق البهبهاني على إزالة الفكرة، فقد كانت المناظرة بينه و بين صاحب الحدائق على قدم وساق، يحكي المحدّث القمي عن الحاج كريم أحد سدنة الروضة الحسينية المقدسة انّه كان


[1] الحدائق الناضرة: 1|167ـ170.

اسم الکتاب : تاريخ الفقه الإسلامي وأدواره المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 428
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست