ورحل إلى بغداد وتفقّه بها، وتأدّب على أبي زكريا التَّبريزي وبرع في الاَدب، ثم رجع إلى بلاده، واستوطن ميّافارقين، وولي الخطابة بها والاِفتاء.
روى عنه: عسكر بن أُسامة النَّصيبي، وسلامة بن قيصر الضرير، والخضر ابن ثروان، وساعد بن فضائل المِنْبَجي، وغيرهم.
وصنّف كتاب عمدة الاقتصاد في النحو.
وله ديوان خطب، وديوان شعر.
فمن شعره:
لم يضحكِ الوردُ إلاّ حين أعجَبهُ * زهرُ الربيعِ وصوتُ الطائرِ الغَرِدِ
بدا، فأبدى لنا البستانُ بهجَتَهُ * وراحَتِ الرّاحُ في أَثوابِها الجُددِ
قيل: وكان يتشيّع، وهو في شعره ظاهر[1]
أقول: الحصكفي شافعي المذهب كما صرّح بذلك في قصيدته التي أوردها السيد محسن العاملي في أعيانه، وإنّما قيل بتشيّعه لحبه أهل بيت المصطفى - صلى الله عليه وآله وسلم - ، وإشادته بفضلهم وفضائلهم، وتفجّعه لمصائبهم.
توفّـي الحصكفي سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة.