عدّه الشيخ الطوسي في أصحاب الاِمام أبي الحسن الهادي - عليه السلام - .
ذُكر أنّ محمد بن يحيى الرازي [1]ـ وهو أحد مشاهير المحدّثين ـ روى حديثاً أسنده إلى عمر بن الخطاب فغلّطه أبو يحيى وقال: ليس هو عمر بن الخطاب، هو عمر بن شاكر، فسعى به محمد بن يحيى ورجلان معه إلى محمد بن طاهر [2]أميرخراسان)، فأمر بقطع لسانه ويديه ورجليه، فدافع أبو يحيى عن نفسه واستشهد بعالمين من علماء الحديث، وهما مسلم [3] وأبو عبد اللّه المروزي [4]، فأمر محمد بن طاهر بجمع الفقهاء، فشهد مسلم أنّ الصواب ما قاله أبو يحيى، وكتم أبو عبد اللّه شهادته بسبب محمد بن يحيى منه، فقال أبو يحيى: إن لم يشهد أبو عبد اللّه فعندي شاهد غيره، فأحضر شاهداً فشهد في غير ذلك المجلس عند الاَمير، فخلّـى سبيله.
أقول: ترجم ابن حجر في تهذيب التهذيب 7|459 لـ (عمر بن شاكر
[1]محمد بن يحيى بن عبد اللّه الذهلي النيسابوري: سمع من محدّثي نيسابور ، وارتحل فكتب بالريّ، وزار البصرة وبغداد وغيرهما. قال فيه الذهبي: انتهت إليه رئاسة العلم والعظمة والسوَدد ببلده، ولما توفي (سنة 248 هـ) تقدّم في الصلاة عليه أمير خراسان محمد بن طاهر في ميدان الحسين . سير أعلام النبلاء: 12| الترجمة 104.
ولمحمد بن يحيى هذا قصة طويلة مع البخاري بسبب مسألة التلفّظ بالقرآن، خشي فيها البخاري على نفسه، فسافر مختفياً من نيسابور. انظر سير أعلام النبلاء: 12|الترجمة 171. [2]محمد بن طاهر بن عبد اللّه بن طاهر الخزاعي: أمير خراسان، وليها بعد أبيه سنة (248 هـ)، وتوفي سنة (298 هـ). الاَعلام : 6|171. [3]الظاهر أنّه مسلم بن الحجّاج صاحب «الصحيح» لكونه من مشاهير المحدّثين بنيسابور في تلك الفترة، وله مع محمد بن يحيى قصّة معروفة، قال الذهبي في ترجمة محمد بن يحيى: وأكثر عنه مسلم، ثم فسد ما بينهما، فامتنع من الرواية عنه: سير أعلام النبلاء: 12|الترجمة 104. [4]الظاهر أنّه أبو عبد اللّه محمد بن إسماعيل البخاري، أمّا وصفه بالمروزي، فلعله كان يُعرف به، ثم غلب عليه وصف البخاري، وقد قال البخاري نفسه: كنت أختلف إلى الفقهاء بمرو وأنا صبيّ. المصدر السابق: الترجمة 171.