فقرأ القرآن وهو غلام في قطيعة الربيع ببغداد على إسماعيل بن عباد، ورأى في ذلك المكان الفقيه العابد الحسن بن علي بن فضّال، ثم سمع منه بعد ذلك كتاب ابن بكير وغيره من الاَحاديث، وكان ذا اهتمام بعلم الكلام فكان ابن فضّال يغري بينه وبين المتكلّم أبي محمد الحجال في الكلام في المعرفة.
ودخل الفضل بصحبة أبيه على المحدّث الكبير محمد بن أبي عمير، ثم اختصّ به وروى عنه حديثاً كثيراً، وروى أيضاً عن صفوان بن يحيى، وحمّـاد بن عيسى الجهنيّ، وجلّ روايته عن هوَلاء المشايخ الثلاثة [1] وروايته عن غيرهم نادرة، كروايته عن عبد اللّه بن جبلة الكناني، وعبد اللّه بن الوليد العدني، ومحمد بن سنان.
روى عن الفضل: علي بن محمد بن قتيبة النيشابوري، ومحمد بن إسماعيل.
وكان أحد كبار فقهاء الاِمامية، والمتكلمين العظام، وقد أثنى عليه الاِمام الحسن العسكري - عليه السلام - ، حيث عُرضت عليه إحدى موَلفاته فترحّم عليه وقال: «أغبط أهل خراسان بمكان الفضل بن شاذان وكونه بين أظهرهم».
وقد عُدّ الفضل من أصحاب الاِمامين علي الهادي والحسن العسكري عليمها السَّلام ، وله روايات عن الاِمام عليّ بن موسى الرضا - عليه السلام - ذكرها الشيخ الصدوق.
وكان محدثاً، ثقة، عدلاً، ذا جلالة وقدر كبير في الطائفة، حتى قال فيه أبو العباس النجاشي: وهو في قدره أشهر من أن نصفه.
وكان غزير العلم، واسع الرواية، كثير التصانيف، صنّف في علوم مختلفة كالفقه والكلام والتفسير واللغة وغيرها. وقد تصدى في كثير من كتبه للدفاع عن عقائد الاِسلام، وعن مبادىَ أئمّة أهل البيت - عليهم السلام - ، فردّ على الآراء
[1]بلغ مجموع رواياته عنهم أكثر من سبعمائة وأربعين مورداً. انظر معجم رجال الحديث: 13|299.