قال المسعودي في «مروج الذهب» وهو يذكر آل علي بن أبي طالب عليه السَّلام : كان عليّ بن محمد الحِمّـاني نقيبهم [2](مفتيهم) بالكوفة وشاعرهم ومدرِّسهم ولسانهم، ولم يكن أحد بالكوفة من آل علي بن أبي طالب يتقدّمه في ذلك الوقت.
وقال الحموي في حقّ محمد بن أحمد بن أحمد بن طباطبا: شاعر مفلق، وعالم محقق، شائع الشعر، نبيه الذكر. ثم ذَكر أَنّه ليس في ولد الحسن من يُشبهه، بل يقاربه عليّ بن محمد الاَفوه.
وقال العلاّمة الاَميني: المترجم له في الرعيل الاَوّل من فقهاء العترة ومدرسيهم، وفي السنام الاَعلى من خطباء بني هاشم وشعرائهم المفلقين.
وكان الحماني قويّ النفس، رابط الجأش، جريئاً على مناوئيه.
ذكر المسعودي أنّه لما دخل الحسين بن إسماعيل الكوفة (وكان صاحب الجيش الذي لقي يحيى بن عمر) لم يتخلف عن سلامه أحد من آل عليّ بن أبي طالب الهاشميين، فتفقّده الحسين بن إسماعيل، وبعث بجماعة فأحضروه، فأنكر الحسين تخلّفه عن سلامه، فأجابه عليّ بن محمد بجواب مستقتل آيس من الحياة، فقال: أردتَ أن آتيك مهنّئاً بالفتح وداعياً بالظّفر !، وأنشد شعراً لا يقوم على مثله من يرغب في الحياة وهو:
[1]حمّان: محلة بالكوفة سكنتها قبيلة من تميم، ونسب إليها كل من سكن بها وإن لم يكن منهم. [2]كذا في النسخة التي بين أيدينا، وفي «الغدير» و «قاموس الرجال» نقلاً عن مروج الذهب: مفتيهم.