وإلى هذين النوعين من الاَولياء أشار بل صرح الاِمام علي - عليه السلام - في كلامه لكميل بن زياد النخعي، قال - عليه السلام - : يا كميل إنّ هذه القلوب أوعية، فخيرها أوعاها...إلى أن قال: اللّهمّ بلى! لا تخلو الاَرض من قائم للّه بحجّة إمّا ظاهراً مشهوراً، أو خائفاً مغموراً لئلا تبطل حجج اللّه وبيّناته [1]
فلا بدع إذن أن يتصرّف الاِمام المهدي كما كان يتصرف مصاحب موسى - عليه السلام - ، ويوَيد هذا ما دلّت عليه الروايات من أنّه يحضر الموسم في أشهر الحجّ، ويحضر بعض المجالس، ويغيث المضطرين، وغير ذلك، ولكن الناس لايعرفونه[2]
[1]شرح نهـج البلاغـة لمحمـد عبده:3|186، قصار الحكم، 147، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:18|351، قصار الحكم، 143. قال ابن أبي الحديد في معنى قوله - عليه السلام - :بَلى لا تَخْلو الاَرض... :كيلا يخلو الزمان ممن هو مهيمن للّه تعالى على عباده، و مسيطر عليهم، وهذا يكاد يكون تصريحاً بمذهب الاِمامية ، إلاّ أنّ أصحابنا يحملونه على أنّ المراد به الاَبدال.... وقال محمد عبده في معنى «مغموراً»: غمره الظلم حتى غطّاه فهو لا يظهر. [2]أُنظر جواب هذا السوَال و غيره من الاَسئلة في كتاب «الاَئمة الاثنا عشر» للسبحاني.