اسم الکتاب : الصوم في الشريعه الاسلاميه الغراء المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 2 صفحة : 62
.......... مطلق الهلال. و هذه الطرق الأربعة کلّها مفیدة للعلم، و العلم فی المقام طریق محض یکون حجّة مطلقاً، و مع ذلک فلنطرح کلّ واحد علی بساط الدراسة. أمّا الأوّل: أعنی رؤیة المکلّف، فیکفی فی ثبوت الهلال بها لنفس الرائی قوله سبحانه: (فَمَنْ شَهِدَ مِنْکُمُ الشَّهْرَ فَلْیَصُمْهُ).[1] فإنّ رؤیة الهلال مع اجتماع سائر الشروط عبارة أُخری عن شهود الشهر، مضافاً إلی الروایات الواردة التی نقتصر منها علی صحیحة الحلبی عن أبی عبد الله علیه السَّلام قال: إنّه سئل عن الأهلة؟ فقال: «هی أهلة الشهور، فإذا رأیت الهلال، فصم. و إذا رأیته فافطر».[2] و هل تکفی الرؤیة بالعین المسلّحة أو لا؟ سیوافیک الکلام فیه. و أمّا الثانی: أی ثبوت الهلال بالتواتر، فلأجل انّه حجّة قطعیة إذا اجتمعت فیه شروطها التی بیّنها علماء الدرایة. و أمّا الثالث: أی الشیاع المفید للعلم، فقد علّله فی المنتهی بأنّه نوع تواتر یفید العلم، و مع ذلک فالشیاع المفید للعلم غیر الخبر المتواتر. و قد تضافرت الروایات علی حجّیة الشیاع المفید للعلم، نذکر منها ما هو المهم فی هذا الصدد. أ: ما رواه عبد الحمید الأزدی، قال: قلت لأبی عبد الله علیه السَّلام: أکون فی الجبل فی القریة، فیها خمسمائة من الناس، فقال: «إذا کان کذلک، فصم لصیامهم و أفطر ______________________________ [1] البقرة: 182. [2] الوسائل: 7، الباب 3 من أبواب أحکام شهر رمضان، الحدیث 6. و هو متحد مع المروی برقم 7 و لاحظ أیضاً فی ذلک الصدد، الحدیث 3، 8، 9، 11، 13.
اسم الکتاب : الصوم في الشريعه الاسلاميه الغراء المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 2 صفحة : 62