اسم الکتاب : الصوم في الشريعه الاسلاميه الغراء المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 2 صفحة : 37
.......... و أمّا الآیة الثانیة، فتتشکل من أربع فقرات بعد بیان انّ الواجب لا یتجاوز عن کونه أیّاماً معدودات. الأُولی: (فَمَنْ کٰانَ مِنْکُمْ مَرِیضاً أَوْ عَلیٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَیّٰامٍ أُخَرَ). الثانیة: (وَ عَلَی الَّذِینَ یُطِیقُونَهُ فِدْیَةٌ طَعٰامُ مِسْکِینٍ). الثالثة: (فَمَنْ تَطَوَّعَ خَیْراً فَهُوَ خَیْرٌ لَهُ). الرابعة: (وَ أَنْ تَصُومُوا خَیْرٌ لَکُمْ إِنْ کُنْتُمْ تَعْلَمُونَ). و جاءت الفقرات الثلاث الأُول بصیغة الغائب بخلاف الأخیرة فجاءت بصیغة الخطاب. فالفقرة الأُولی تصرح بأنّ الواجب علی الصنفین هو الصیام فی أیّام أُخر، و کأنّه لم یُکتب علیهم الصیام فی شهر رمضان، بل کتب فی تلک الأیّام، کما هو صریح قوله: (فَعِدَّةٌ مِنْ أَیّٰامٍ أُخَرَ). و علی ذلک فالمکلّف یُصنَّف إلی حاضر و مسافر و مریض، فالحاضر وظیفته الصوم فی شهر رمضان، و الآخران واجبهما الصیام فی أیام أُخر. نعم ربّما یقدّر بعد قوله: (وَ مَنْ کٰانَ مَرِیضاً أَوْ عَلیٰ سَفَرٍ) لفظة «فافطر»[1]إشعاراً بأنّه یمکن للمسافر الصوم فی شهر رمضان، لکن لو أفطر وجب علیه القضاء فی أیام أُخر. و لکن التقدیر علی خلاف الظاهر أوّلًا، و إنّما لتصحیح فتوی أهل السنة ثانیاً حیث یجوّزون الصوم للمسافر فی شهر رمضان، بل الحقّ انّ المتبادر هو انّ المفروض من أوّل الأمر هو الصوم فی أیّام أُخر. ______________________________ [1] تفسیر الجلالین فی تفسیر الآیة و غیره من سائر التفاسیر.
اسم الکتاب : الصوم في الشريعه الاسلاميه الغراء المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 2 صفحة : 37