الحمد لله خالق النعم، و بارئ النسم، حمداً يليق بعزّ جلاله، و عظمة كبريائه.
و الصلاة و السلام، على من أتمّ به النعمة، و أكمل به الدين محمد أشرف الرسل، و الهادي إلى أفضل السبل.
و على آله المخصوصين بالولاية، خير أئمّة وسادة.
أمّا بعد: فهذه رسائل في تحقيق قسم من المسائل الأُصولية، الّتي لها دور مهم في استنباط المسائل الفقهية، أفردتها بالبحث و الدراسة إمّا استيفاء لحقّها، حيث إنّ القوم لم يُعيروا لها أهمية لائقة بها [1] أو إيضاحاً لمقاصد القوم. [2] أو نقداً لبعض الآراء [3]، أو ردّاً على ما ذهب إليه أكثر الأُصوليين. [4]
و رائدي فيها، هو قوله سبحانه: (وَ الَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا) [5]، فإن أصبت الحق فهو من الله سبحانه و إن أخطأت فهو من قصوري
[1]. كالبحث عن حجّية العقل و مجالاتها، أو دور العرف و سيرة العقلاء في استنباط الأحكام.
[2]. كالبحث عن الجمع بين الحكمين: الواقعي و الظاهري.