responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المواهب في تحرير احکام المکاسب المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 6

إنّ الأُصول الموجودة فی الکتاب و أحادیث العترة، أغنت الشیعة عن الرجوع إلی سائر المقاییس الظنیّة التی ما أنزل اللّه بها من سلطان، و قد استنطقوا کتاب اللّه و روایات العترة فی ظل الاجتهاد عبر قرون تربو علی أربعة عشر قرناً، و قد أعانهم علی إجابة کلّ حاجات الحیاة، انفتاحُ باب الاجتهاد لدیهم منذ رحلة النبی الأعظم إلی زماننا هذا، و بذلک حفظوا للفقه نضارته، و للشرع طراوته و عدم اندراسه.
إنّ النظر إلی الفقه الإسلامی بنظرة جامدة، یُعرقل خطاه للقیام بواجبه فی کلّ عصر، و لا یتلاءم مع خاتمیة الرسالة و التشریع الإسلامی، و هذا یفرض علی المجتهد أن ینظر إلی الفقه بوجه یستطیع تبیین التشریع الإسلامی فی جمیع الموضوعات و فی جمیع الأجیال و القرون إلی یوم القیامة.
إنّ قیام التشریع الإسلامی بهذه الوظیفة المهمّة یتوقّف علی ثبوت أمرین:
الأوّل: أن تکون مصادر الفقه غزیرة وافرة و ذات مادة حیویة یستطیع الفقیه بالإمعان فیها إعطاء کلِّ موضوع حقّه، سواء أ کان موجوداً فی عصر الرسول و الأئمّة (علیهم السلام) أم کان موضوعاً مستجدّاً.
الثانی: استنطاق الکتاب و الأحادیث عن طریق الاجتهاد و بذل الجهد فی طریق الاستنتاج، و کان هذا هو الرأی السائد علی الفقه الإسلامی عبر قرون، بید أنّ أهل السنّة أقفلوا باب الاجتهاد فی أواسط سابع القرون لمسائل سیاسیة یعرفها من عرف تاریخ الاجتهاد. [1]

[1] لاحظ: مفاهیم القرآن: 3/ 295- 302، و لاحظ: الخطط المقریزیة: 2/ 333- 334.
اسم الکتاب : المواهب في تحرير احکام المکاسب المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 6
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست