اسم الکتاب : الإعتصام بالكتاب و السنة المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 71
المسألة
الرابعة: السجود على الأرض
لعلّ
من أوضح مظاهر العبودية و الانقياد و التذلّل من قبل المخلوق لخالقه، هو السجود، و
به يؤكد المؤمن عبوديته المؤَكّدة للّه تعالى، و من هنا فانّ البارىَ عزّ اسمه
يقدّر لعبده هذا التصاغر و هذه الطاعة فيضفي على الساجد فيض لطفه و عظيم إحسانه،
لذا روي في بعض المأثورات «أقرب ما يكون العبد إلى ربّه حال سجوده».
و
لمّا كانت الصلاة من بين العبادات معراجاً يتميّز بها المؤمن عن الكافر، و كان
السجود ركناً من أركانها، فليس هناك أوضح في إعلان التذلّل للّه تعالى من السجود
على التراب و الرمل و الحجر و الحصى، لما فيه من التذلّل شيء أوضح و أبين من
السجود على الحصر و البواري، فضلًا عن السجود على الالبسة الفاخرة و الفرش الوثيرة
و الذهب و الفضّة، و إن كان الكلّ سجوداً، إلّا أنّ العبودية تتجلّى في الاوّل بما
لا تتجلّى في غيره.
و
الامامية ملتزمة بالسجدة على الارض في حضرهم و سفرهم، و لا يعدلون عنها إلّا إلى
ما أنبت منها من الحصر و البواري بشرط أن لا يؤكل و لا يلبس، و لا
اسم الکتاب : الإعتصام بالكتاب و السنة المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 71