اسم الکتاب : الإعتصام بالكتاب و السنة المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 6
مقدمة
المؤلف:
بِسْمِ
اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
المذاهب
الفقهية تراث إسلامي ثمين
الحمد
للّه ربّ العالمين، و الصلاة و السلام على رسوله نبي الرحمة
و
عترته الاسوة، و على من اهتدى بهداهم و اعتصم بالعروة الوثقى.
بُني
الاسلام على دعامتين: العقيدة و الشريعة.
فالعقيدة
تتكفّل البحث عن اللّه سبحانه و صفاته و أفعاله. و الشريعة تبحث عن وظائف العباد
أمام اللّه و أمام أنبيائه و عباده. فلكل من المجالين رجال و أبطال خدموا الاسلام
بآرائهم و أفكارهم و أقلامهم.
فالمناهج
الكلامية تحاول أن تشقَّ الطريق وصولًا إلى الواقع كما أنّ المذاهب الفقهية تسعى
إلى كشف الستر عن وجه الاحكام الواقعية. و الحقّ لا يتلخّص في منهج دون منهج أو في
مذهب دون آخر، إذ لازم ذلك بطلان سائر المناهج و المذاهب من رأس و إن كانت تتميّز
بقلّة الخطأ و كثرته. و مع ذلك فللمصيب أجران و للمخطئ أجر واحد.
إنّ
الطريق المهيع لكسح الخلاف، و تقريب السُّبل، و تداني الآراء؛ هو دراسة الآراء و
المقارنة ما بينها في العقيدة و الشريعة، فعند ذاك يتجلّى الحقّ في اطار النقاش
بصورة واضحة و يرجع المخطئ المنصف عن خطئه، و يُدعم الحق برجوع الآخر إليه.
إنّ
المذاهب الفقهية ثمرة ناضجة لدراسة الكتاب و السنّة و تراث إسلامي وصل إلينا من
المشايخ الكبار فللخلف النظر إليها بالاكبار و التقدير، فإنّها جهود رجال نذروا
حياتهم في استثمار تلك الشجرة الطيبة. و لكن ذلك لا يعني عدم جواز النقاش فيها على
ضوء المنطق الصحيح فانّ التقاء الفكرين أشبه بالتقاء
اسم الکتاب : الإعتصام بالكتاب و السنة المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 6