responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإعتصام بالكتاب و السنة المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 335

حدّها:

قد تعرّفت على مفهوم التقية و غايتها، و دليلها، بقي الكلام في تبيين حدودها، فنقول:

عرفت الشيعة بالتقية و أنّهم يتقون في أقوالهم و أفعالهم، فصار ذلك منشأ لوهم عالق بأذهان بعض السطحيين و المغالطين، فقالوا: بما أنّ التقية من مبادي التشيّع فلا يصح الاعتماد على كلّ ما يقولون و يكتبون و ينشرون، إذ من المحتمل جداً أن تكون هذه الكتب دعاياتٍ و الواقع عندهم غيرها. هذا ما نسمعه منهم مرّة بعد مرّة.

و لكن نلفت نظر القاري الكريم إلى أنّ مجال التقية إنّما هو في حدود القضايا الشخصية الجزئية عند وجود الخوف على النفس و النفيس، فإذا دلّت القرائن على أنّه في إظهار العقيدة أو تطبيق العمل على مذهب أهل البيت يحتمل أن يدفع بالمؤمن إلى الضرر يصبح هذا المورد من مواردها، و يحكم العقل و الشرع بلزوم الاتقاء حتى يصون بذلك نفسه و نفيسه عن الخطر. و أمّا الأمور الكلّية الخارجة عن إطار الخوف فلا تتصوّر فيها التقية، و الكتب المنتشرة من جانب الشيعة داخلة في هذا النوع الاخير، إذ لا خوف هناك حتى يكتب خلاف ما يعتقد، حيث ليس هناك لزوم للكتابة أصلًا في هذه الحال فله أن يسكت و لا يكتب شيئاً.

فما يدعيه هؤلاء أنّ هذه الكتب دعايات لا واقعيات ناشئ عن قلّة معرفتهم بحقيقة التقية عند الشيعة. و الحاصل: أنّ الشيعة إنّما كانت تتقي في‌

اسم الکتاب : الإعتصام بالكتاب و السنة المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 335
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست