اسم الکتاب : الإنصاف في مسائل دام فيها الخلاف المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 87
إكمال
آية الوضوء وكيفية غسل
الأيدي
أنّ آية الوضوء
نزلت لتعليم الأمّة كيفية الوضوء والتيمّم ، والمخاطب بها جميع المسلمين عبر
القرون إلى يوم القيامة ، ومثلها يجب أن تكون واضحة المعالم مبيّنة المراد ، حتّى
ينتفع بها القريب والبعيد والصحابي وغيره.
فالآية جديرة
بالبحث من جانبين :
الأوّل : مسألة كيفية غسل اليدين ، وأنّه هل يجب الغسل من أعلى
إلى أسفل أو بالعكس؟
الثاني : حكم الأرجل من حيث المسح أو الغسل.
فلنشرع في البحث
في الجانب الأوّل.
قال سبحانه ( يا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا
وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ ). [١]
اختلف الفقهاء في
كيفية غسل اليدين ، فأئمّة أهل البيت وشيعتهم ، على أنّ الابتداء بالمرفقين إلى
أطراف الأصابع وانّ هذه هي السنّة ، وحجتهم على ذلك هو ظاهر الآية المتبادر عند
العرف ، فإنّ المتبادر في نظائر هذه التراكيب هو الابتداء من أعلى إلى أسفل ، فمثلا
إذا قال الطبيب للمريض : اغسل رجلك بالماء الفاتر إلى الركبة ، يتبع المريض ما هو
المتداول في غسل الرجل عند العرف ، وهو الغسل