اسم الکتاب : الإنصاف في مسائل دام فيها الخلاف المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 400
أخرج البيهقي عن
أبي ذر ، قال : صمنا مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فلم يصل بنا حتى بقي سبع من الشهر ، فقام بنا حتى ذهب ثلث
الليل ، ثمّ لم يقم بنا في الثالثة ، وقام بنا في الخامسة ، حتّى ذهب شطر الليل ، فقلنا
: يا رسول الله لو نفلنا بقية ليلتنا هذه؟ فقال : إنّه من قام مع الإمام حتّى
ينصرف كتب له القيام ليلة ، ثمّ لم يقم بنا حتّى بقي ثلاث من الشهر فصلّى بنا في
الثالثة ودعا أهله ونساءه ، فقام بنا حتّى تخوفنا الفلاح ، قلت له : وما الفلاح؟
قال : السحور. [١]
وعلى هذه الرواية
خرج في الليلة الرابعة ( أو الثالثة والعشرين على قول بعضهم ) [٢] والعشرين
والسادسة والعشرين والثامنة والعشرين.
هذه عمدة ما روي
في المقام.
إنّ الأخذ بمضمون
هذه الروايات مشكل لوجوه عديدة :
١. الاختلاف في عدد الليالي
وتواليها ومواضعها
إنّ بين هذه
الروايات تعارضا واختلافا في أمور ثلاثة :
الأوّل : وجود التعارض بين هذه الروايات في مقدار الليالي التي
أقام النبي فيها جماعة ، فان كلّ واحد بصدد بيان عدد الليالي التي أقيمت فيها
النوافل جماعة مع النبي ، فهل أقامها النبي ليلة واحدة كما هو مضمون الرواية
الأولى؟ أو ليلتين أو ثلاث ليال ، كما هو مضمون الطائفتين الأخيرتين؟ وهذا يعرب عن
أنّ الرواة لم يضبطوا الواقع بشكل دقيق.
[١] سنن البيهقي : ٢
/ ٤٩٤ ، باب من زعم أنّها بالجماعة أفضل ، ونقله الشوكاني في نيل الأوطار : ٣ / ٥٠
، وقال : رواه الخمسة وصححه الترمذي.