اسم الکتاب : الإنصاف في مسائل دام فيها الخلاف المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 31
٩
الجر بالجوار صحة وشرطا
لما كان القائلون
بغسل الأرجل يفسّرون قراءة الجرّ بالجوار ، نذكر كلمات أعلام الأدباء في المقام
ليعلم مدى صحّة الجرّ بالجوار ، وعلى فرض صحّته ما هي شروطه؟
١. قال الزجاج :
ربما يقال ( وَأَرْجُلَكُمْ ) مجرور لأجل
الجوار ، أي لوقوعه في جنب الرءوس المجرورة ، نظير قول القائل : جحر ضب خرب ، فإن
« خرب » خبر « الجحر » فيجب أن يكون مرفوعا ، لكنّه صار مجرورا لأجل الجوار.
هذا ، ثمّ ردّ
عليه بقوله : وهو غير صحيح ، لاتّفاق أهل العربية على أنّ الأعراب بالمجاورة شاذ
نادر ، وما هذا سبيله لا يجوز حمل القرآن عليه من غير ضرورة يلجأ إليها. [١]
٢. قال علاء الدين
البغدادي في تفسيره المسمى بالخازن : وأمّا من جعل كسر اللام في « الأرجل » على
مجاورة اللفظ دون الحكم. واستدل بقولهم : « جحر ضب خرب » وقال : الخرب نعت للجحر
لا الضب ، وإنّما أخذ إعراب الضب للمجاورة فليس بجيّد لوجهين :