اسم الکتاب : الإنصاف في مسائل دام فيها الخلاف المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 302
لفيفا منهم عملوا
بها وأفتوا على ضوئها ، ذكر أسماءهم ابن رشد في « بداية المجتهد » والنووي في «
المجموع » على ما مرّ ، وإليك الأعذار التي التجأ إليها المخالف وهي أوهن من بيت
العنكبوت.
١. ترك الجمهور العمل بها
إنّ ممّا يؤخذ على
هذه الروايات ترك الجمهور للعمل بها ، وهو يوجب سقوط الاستدلال بها.
يقول الترمذي بعد
ذكر أحاديث الجمع : والعمل على هذا عند أهل العلم :
أن لا يجمع بين
الصلاتين إلاّ في السفر أو بعرفة. [١]
وقد ردّ عليه غير
واحد من المحقّقين.
أ. يقول النووي :
هذه الروايات الثابتة في مسلم كما تراها وللعلماء فيها تأويلات ومذاهب ، وقد قال
الترمذي في آخر كتابه : ليس في كتابي حديث أجمعت الأمّة على ترك العمل به إلاّ
حديث ابن عباس في الجمع بالمدينة من غير خوف ولا مطر ، وحديث قتل شارب الخمر في
المرة الرابعة. [٢]
وهذا الذي قاله
الترمذي في حديث شارب الخمر هو كما قاله فهو حديث منسوخ دلّ الإجماع على نسخه ، وأمّا
حديث ابن عباس فلم يجمعوا على ترك العمل به بل لهم أقوال ، ثمّ ذكر بعض التأويلات
التي نشير إليها. [٣]
ب. وقال الشوكاني
ردا على الترمذي : ولا يخفاك انّ الحديث صحيح ، وترك الجمهور للعمل به لا يقدح في
صحته ولا يوجب سقوط الاستدلال به ، وقد أخذ