اسم الکتاب : الإنصاف في مسائل دام فيها الخلاف المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 236
٢
اختلاف الفقهاء في شرائط
المسجود عليه
اتّفق المسلمون
على وجوب السجود في الصلاة في كلّ ركعة مرّتين ، ولم يختلفوا في المسجود له ، فإنّه
هو الله سبحانه الذي ( لِلَّهِ يَسْجُدُ
مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً )[١] وشعار كلّ مسلم
قوله سبحانه ( لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ
وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَ )[٢] وإنّما اختلفوا في شروط المسجود عليه ـ أعني : ما يضع
الساجد جبهته عليه ـ فالشيعة الإمامية تشترط كون المسجود عليه أرضا أو ما ينبت
منها غير مأكول ولا ملبوس كالحصر والبواري ، وما أشبه ذلك. وخالفهم في ذلك غيرهم
من المذاهب ، وإليك نقل الآراء :
قال الشيخ الطوسي [٣] ـ وهو يبيّن آراء
الفقهاء ـ : لا يجوز السجود إلاّ على الأرض أو ما أنبتته الأرض ممّا لا يؤكل ولا
يلبس من قطن أو كتان مع الاختيار.
[١] إشارة إلى قوله
سبحانه ( وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ
فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَظِلالُهُمْ بِالْغُدُوِّ
وَالْآصالِ )
ـ الرعد / ١٥.
[٣] من أعلام الشيعة
في القرن الخامس صاحب التصانيف والمؤلّفات ولد عام ٣٨٥ ه وتوفّى عام ٤٦٠ ه ، من
تلاميذ الشيخ المفيد ( ٣٣٦ ـ ٤١٣ ه ) ، والسيّد الشريف المرتضى ( ٣٥٥ ـ ٤٣٦ ه )
ـ رضي الله عنهم.
اسم الکتاب : الإنصاف في مسائل دام فيها الخلاف المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 236