[مقدمات التحقیق]

مقدمة المؤلف

بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِیمِ*
الحمد للّه الَّذِی عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الْإِنْسٰانَ مٰا لَمْ یَعْلَمْ، و الصلاة و السلام علی نبیّه الخاتم و علی الأئمّة الهداة قادة الأُمم.
انّ الشریعة الإسلامیة خاتمة الشرائع، خالدة إلی یوم القیامة و رسولها خاتم الرسل، و کتابه خاتم الکتب و قد أخذت الشریعة الإنسانَ محوراً للتشریع مجرداً عن النزعات القومیة و الطائفیة و اللونیة و اللسانیة، و أمرت مبلغها أن یقول: (یٰا أَیُّهَا النّٰاسُ إِنِّی رَسُولُ اللّٰهِ إِلَیْکُمْ جَمِیعاً).
و شریعة کهذه یجب أن تکون منطویة علی مادة حیویة قادرة علی تلبیة حاجات الأُمّة إلی یوم القیامة و من المعلوم انّ المادة الحیویة تحتاج إلی من یرعاها و یستثمرها وفقاً للمصالح و المستجدات.
ثمّ إنّ هؤلاء الذین قاموا باستنطاق الشریعة هم الفقهاء الواعون الذین کرّسوا أعمارهم فی إرساء قواعد الفقه علی مرّ العصور، و قد مرّ علی الفقه الإسلامی أدوار مختلفة لکلّ میزته الخاصة، فالوقوف علی میزان تلک الأدوار یعد تعریفاً للشریعة بنحو خاص، فانّ تاریخ العلم لا ینفک عن العلم نفسه.
قد ألفت فی سالف الزمان کتاباً فی أدوار الفقه الإسلامی عند کلا