وقال سبحانه: (بَلى قادِرينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ) .[3]
ففي هذين الموردين تقع التسوية وصفاً للشيء لا باضافته
إلى غيره.
إذا عرفت ذلك فلنرجع إلى تفسير الحديث فنقول:
لو أراد من قوله: سويته هو مساواة القبر بالاَرض ـ كمساواة
شيء بشيء ـ يلزم أن يتّخذ مفعولاً ثانياً بحرف الجر كأن يقول
سويته بالاَرض أي جعلتهما متساويين والمفروض انّه اقتصر
بمفعول واحد دون الثاني.
فتعين انّ المراد هو الثاني أي كون المساواة وصفاً لنفس
الشيء وهو القبر ومعناه عندئذٍ تسطيح القبر في مقابل تسنيمه،