اسم الکتاب : الاَسماء الثلاثة (الاِله، الربّ، والعبادة) المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 29
الرابعة : التوحيد في التشريع والتقنين لا شك أن حياة الإنسان الاجتماعية رهن قانون ينظم أحوال المجتمع البشري ويقوده إلى الكمال وهو لا يتحقق إلا في ظل قانون يحقق السعادة الإنسانية ، فبما أن خالق الإنسان أعرف بخصوصيات المخلوق وما يصلحه و يفسده فهو أولى بالتشريع والتقنين بل هو المتعين له ، قال سبحانه : * ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ) * ( الملك / 14 ) . إن القرآن الكريم لم يعترف بتشريع سوى تشريعه سبحانه ، ولا بقانون سوى قانونه فهو ، يرى الله سبحانه هو المشرع المحيط الذي يحق له التقنين خاصة ، وأما وظيفة غيره فهو تنفيذ القانون الإلهي . قال سبحانه : * ( إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ) * ( يوسف / 40 ) والمراد من الحكم في قوله : * ( إن الحكم ) * هو الحكم التشريعي بقرينة قوله * ( أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم ) * . وقال سبحانه : * ( أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون ) * ( المائدة / 50 ) . إن هذه الآية تقسم القوانين الحاكمة على البشر إلى قسمين : إلهي ، وجاهلي ، وبما أن ما كان من صقع الفكر البشري ليس إلهيا فهو بالطبع يكون حكما جاهليا . وقال سبحانه : * ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ) * ( المائدة / 44 ) . وقال سبحانه : * ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون ) * ( المائدة / 45 ) . وقال : * ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون ) *
اسم الکتاب : الاَسماء الثلاثة (الاِله، الربّ، والعبادة) المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 29