responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأقسام في القرآن المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 46

وأمّا الثاني: فلاَنّ التوحيد في الالوهية غير العبادة، فهو مبني على أنّ الاِله بمعنى المعبود، والعبادة من لوازم الاِله.

ولكنّه بعيد عن الصواب، لاَنّ ما يتبادر من لفظ الجلالة هو المتبادر من لفظ الاِله، غير أنّ الاَوّل جزئي موضوع لفرد واحد، والثاني كلي وإن لم يوجد له مصداق آخر.

والذي يدل على أنّ الاِله ليس بمعنى المعبود هو أنّه ربما يستعمل لفظ الجلالة مكان الاِله على وجه الكلية والوصفيّة دون العلمية، فيصحّ وضع أحدهما مكان الآخر، كما في قوله سبحانه: (وَهُوَ اللّهُ فِي السَّماواتِوَفِي الاََرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْركُمْ وَيَعْلَمُ ما تَكْسِبُون) . [1]

فإنّ وزان هذه الآية وزان، قوله سبحانه:

(وَهُوَ الَّذِي فِي السَّماءِإِلهٌ وِفِي الاََرْضِ إِلهٌ وَهُوَ الْحَكيمُ الْعَليم) . [2]

(ولا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انْتَهُوا خَيراً لَكُمْ إِنَّما اللّهُ إِلهٌ واحِدٌ سُبْحانَهُ أَنْ يَكونَ لَهُ وَلَد) . [3]

(هُوَ اللّهُ الَّذِي لاإِلهَ إِلاّ هُوَ الْمَلِكُ القُدُّوسُ السَّلامُ الْمُوَْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الجَبّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحانَ اللّهِ عَمّا يُشْرِكُونَ* هُوَ اللّهُ الْخالِقُ البارِىَُ الْمُصَوّرُ لَهُ الاََسماءُالْحُسْنى يُسَبِّحُلَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالاََرضِ وَهُوَ الْعَزيزُ الْحَكيم) . [4]

ولا يخفى أنّ لفظ الجلالة في هذه الموارد وما يشابهها يراد منه ما يرادف


[1] الاَنعام:3.
[2] الزخرف:84.
[3] النساء:171.
[4] الحشر:23ـ 24.
اسم الکتاب : الأقسام في القرآن المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 46
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست