responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأقسام في القرآن المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 30

وقد حكى سبحانه عملهم هذا في سورة الاَنعام، وقال: (وَجَعَلُوا للّهِ مِمّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالاََنْعامِ نَصِيباً فَقالُوا هذا للّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهذا لِشُرَكائِنا فَما كانَ لِشُرَكائِهِمْ فَلا يَصِلُ إِلى اللّهِوَما كانَ للّهِ فَهُو يَصِلُإِلى شُركائِهِمْ ساءَما يَحْكُمُون) . [1]
فالكفار لاَجل جهلهم بمبدأ الفيض كانوا يتقرّبون إلى الآلهة الكاذبة ـ أعني: الاَصنام والاَوثان- بتخصيص شيء مما رزقوا لها، مع أنّه سبحانه هو الاَولى بالتقرّب لا غير ، لاَنّه مبدأ الفيض و ما سواه ممكن محتاج في وجوده وفعله، فكيف يتقربون إليه؟!

والعجب أنّهم يجعلون نصيباً للّه ونصيباً لشركائه، فما كان للّه فهو يصل إلى شركائهم، وما كان لشركائهم لا يصل إلى اللّه سبحانه، وقد حكاه سبحانه في سورة الاَنعام، وقال: (وَجَعَلُوا للّهِ مِمّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالاََنْعامِ نَصِيباً فَقالُوا هذا للّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهذا لِشُرَكائِنا فَما كانَلِشُرَكائِهِمْ فَلا يَصِلُ إِلى اللّهِوَما كانَ للّه فَهُو يَصِلُإِلى شُركائِهِمْ ساءَما يَحْكُمُون) . [2]

وحاصل الآية: أنّهم كانوا يجعلون من الزرع والمواشي حظاً للّه وحظاً للاَوثان، وقد أسماها سبحانه (شركائهم)، لاَنّهم جعلوا الاَوثان شركاءهم، حيث جعلوا لها نصيباً من أموالهم ينفقونه عليها فشاركوها في نعمهم .

وقد ذكر المفسرون في تفسير قوله تعالى(فَما كانَلِشُرَكائِهِمْ فَلا يَصِلُ إِلى اللّهِوَما كانَ للّه فَهُو يَصِلُإِلى شُركائِهِم) وجوهاً: [3]

أوّلها: انّهم كانوا يزرعون للّه زرعاً وللاَصنام زرعاً، فكان إذا زكا الزرع الذي


[1] الاَنعام:136.
[2] الاَنعام:136.
[3] لاحظ مجمع البيان: 2|370.
اسم الکتاب : الأقسام في القرآن المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 30
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست