responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأقسام في القرآن المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 124

نفسه من الميل إلى السوء،وإنّما له أن يكف عن أمرها بالسوء ودعوتها إلى الشر وذلك برحمة من اللّه سبحانه، يقول سبحانه نقلاً عن يوسف (عليه السلام) : (وَما أُبَرِّىَُ نَفْسِي إِنَّ النَّفس لاََمّارةٌ بالسُوء إِلاّمَا رَحِمَ رَبّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيم) . [1]

فما أبرأ يوسف نفسه عن أمرها بالسوء، وإنّما كفّها عن ارتكاب السوء، لاَنّ النفس طبعت على حب الشهوات التي تدور عليها رحى الحياة.

والاَخلاق جاءت لتعديل ذلك الميل، وجعلها في مسير السعادة وحفظها عن الاِفراط و التفريط، فالمادية نادت بالانصياع لرغبات اللّذات مهما أمكن،والرهبانية نادت بكبح جماح اللذات والشهوات والعزوف عن الحياة واللوذ في الكهوف والاَديرة، ولكن الاِسلام راح يدعو إلى منهج وسط بينهما، ففي الوقت الذي يدعو إلى أكل الطيّبات ويندّد بمن يحرّمها، ويقول: (قُلْمَنْ حَرَّمَ زِينَة اللّهِ الّتي أَخْرجَ لِعِبادِهِ وَالطَّيّباتِ مِنَ الرِّزْق) . [2] يأمر بكبح جماح النفس عن ارتكاب المعاصي والسيئات التي توجب الفوضى في المجتمع وتسوقه إلى الانحلال الاَخلاقي.

2. النفس اللوّامة

النفس اللوامة وهي الضمير الذي يوَنّب الاِنسان على ما اقترفه من السيئات و الآثام خصوصاً بعد ما يفيق من سكراتها فيجد نفسه تنحدر في دوامة الندم على ما ارتكبه وإنابة إلى الحقّ، وهذا يدل على أنّ النفس ممزوجة بالميل إلى الشهوات،


[1] يوسف:53.
[2] الاَعراف:32.

اسم الکتاب : الأقسام في القرآن المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 124
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست