اسم الکتاب : محاضرات في الالهيات المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 62
4. انّ الذكر الحكيم يصفه سبحانه بأنّه الكاتب لأعمال عباده ويقول: «وَ اللَّهُ يَكْتُبُ ما يُبَيِّتُونَ» [1].
ولكن في الوقت نفسه ينسب الكتابة إلى رسله ويقول: «بَلى وَ رُسُلُنا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ» [2].
5. لا شكّ انّ التدبير كالخلقة منحصر في اللّه تعالى، والقرآن يأخذ من المشركين الإعتراف بذلك ويقول: «وَ مَنْ يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ» [3]
و- مع ذلك- يصرّح بمدبّريّة غير اللّه سبحانه حيث يقول: «فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً» [4].
6. إنّ القرآن يشير إلى كلتا النسبتين (أي نسبة الفعل إلى اللّه سبحانه وإلى الإنسان) في جملة و يقول: «وَ ما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَ لكِنَّ اللَّهَ رَمى» [5].
فهو يصف النبيّ الأعظم صلى الله عليه و آله بالرمي وينسبه إليه حقيقة ويقول: «إِذْ رَمَيْتَ»، ومع ذلك يسلبه عنه ويرى أنّه سبحانه الرامي الحقيقي.
هذه المجموعة من الآيات ترشدك إلى النظريّة الحقّة في تفسير التوحيد في الخالقية وهو- كما تقدّم- أنّ الخالقية على وجه الإستقلال منحصرة فيه سبحانه، وغيره من الأسباب الكونية والفواعل الشاعرة إنما
br>[1] النساء: 81. [2] الزخرف: 80. [3] يونس: 31. [4] النازعات: 5. [5] الأنفال: 17.
اسم الکتاب : محاضرات في الالهيات المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 62