responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : لب الاثر ويليه رسالة في الامر بين الامرين المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 308
تتحقّق قبل تمامها، وكل جزء منها يؤثر أثره في محيطه، ويكون أثره تحديدَ الموجود وصبغه، يجب أن يكون التقدير مقدّماً على القضاء، فصانع الطائرة يهيّئ لمصنوعه قِطَعاً وأجزاءً صناعية مختلفة، كل منها من صُنع مصَنَعٍ، ثم يركّب هذه الأجزاء بعضها مع بعض، فيصل إلى حد القضاء، فتكون طائرة تُحلّق في السماء.
ومثله الثوب المخيط، فإنّ هناك عوامل مختلفة تعطيه صورة واحدة، مثل تفصيل القميص، والخياطة الخاصة، وغير ذلك من الخصائص التي تُحدِّد الثوب قبل وجود العلّة التامة.
وفي ضوء هذا البيان يمكن أن يقال: إذا كان الشي‌ء موجوداً مادياً، وكانت علّته علّة مركّبة من أجزاء، فتقديره مقدّم على قضائه، حيث إنّ تأثير الجزء مقدّم على تأثير الكل. وأمّا الموجودات المجرّدة المتحقّقة بعلّة بسيطة، فالتقدير والقضاء العينيان فيها يكونان في آن واحد، فإنّ الخلق والإيجاد، الذي هو ظرف القضاء، هو نفس ظرف التقدير والتحديد.
وبهذا يتضح سر تأكيد الإمام عليه السلام على تقدم القدر على القضاء.


اسم الکتاب : لب الاثر ويليه رسالة في الامر بين الامرين المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 308
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست