responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفكر الخالد في بيان العقائد المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 229

إلهية.

فقد ذكر العلاّمة الحلّي ذلك في «كشف المراد» و قال:«العصمة لطف يفعله اللّه تعالى بصاحبها لا يكون معه داع إلى ترك الطاعة وارتكاب المعصية ثمّ فسّر أسباب هذا اللطف بأُمور أربعة».[1]

كما أنّ العلاّمة المقداد السيوري قال في كتابه القيّم:«اللوامع الإلهية في المباحث الكلامية»:

العصمة لطف يفعله اللّه بالمكلّف بحيث يمتنع منه وقوع المعصية، لانتفاء داعيه ووجود صارفه مع قدرته عليه، ثمّ نقل عن الأشاعرة بأنّها هي القدرة على الطاعة وعدم القدرة على المعصية.[2]

ثمّ إنّه نقل عن بعض العلماء قولهم: إنّ المعصوم خلقه اللّه جبلة صافية وطينة نقية ومزاجاً قابلا، وخصّه بعقل قوي وفكر سوي، وجعل له ألطافاً زائدة، فهو قوي بما خصّه على فعل الواجبات واجتناب المقبحات، والالتفات إلى ملكوت السماوات، والإعراض عن عالم الجهات، فتصير النفس الأمّارة مأسورة مقهورة في حيّز النفس العاقلة.[3]

إلى غير ذلك من الكلمات التي تصرح بكون العصمة موهبة إلهية لعباده المخلصين، وانّ هذا ممّا اتّفق عليه القائلون بالعصمة حيث الكلّ فسّرها بالموهبة الإلهيّة، وهذا هو الرأي المختار عندنا أيضاً، وأمّا ما ذهب إليه الأشاعرة من كون العصمة سلب القدرة على ارتكاب الذنب فإنّه كلام لا أساس له من الصحة.


[1] كشف المراد:228، ط صيدا.
[2] اللوامع الالهية:169.
[3] اللوامع الإلهية:169.

اسم الکتاب : الفكر الخالد في بيان العقائد المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 229
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست