اقدم سوفسطائي معروف هو اليوناني «بروتاجوراس»[2]. ولد في «أبديرا» حوالي عام (480 ق. م). واتّهم بالتحلل والإلحاد إستناداً إلى كتاب ألفّه عن الآلهة، وبدأه بهذه الكلمات: «أمّا بالنسبة للآلهة، فإنّني عاجز عن القول ما إذا كانت موجودة أم لا». وقد حُرِق الكتاب علناً، وهرب «بروتاجوراس» إلى صقلية، لكنه غرق في البحر، وكان ذلك حوالي (410 ق. م).
وبروتاجوراس هو صاحب القول الشهير، الّذي يلخّص تعاليمه كلّها، ويحتوي على شكل جنينّي للفكر السوفسطائي، ألا وهو: «الإنسان هو معيار كل الأشياء، معيار ما هو موجود فيكون موجوداً، ومعيار ما ليس بموجود فلا يكون موجوداً».
وهذه الكلمة تهدف إلى نفي الموضوعية عن كل الأشياء، وأنّ كل ما يقال بأنّه موجود، إنّما هو موجود لأنّ الإنسان يظنه موجوداً، وإلاّ فهو زائف.
ثم ترقت الفلسفة البروتاجورية إلى مستوى الإعلان بأنّ كل معرفة
[1] راجع إلى موضوع: منهج الإنكار . [2] Protagoras، حوالي 480 ـ 411 ق . م .
اسم الکتاب : نظرية المعرفة (المدخل إلى العلم والفلسفة والالهيات) المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 352