responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نظرية المعرفة (المدخل إلى العلم والفلسفة والالهيات) المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 33

نعم، لا بأس بعدّ التقليد من أقسام العلم إذا حصل منه اليقين. كيف، وكثير من الموحّدين متيقنون بمبادئ التوحيد والرسالات، تقليداً لآبائهم، وتبعاً للظروف والمحيط، من دون أن يختلج في ضمائرهم شكٌ أو ريب [1].

***

النتيجة

فتبين أنّ تعريف العلم بكونه صورة حاصلة من الخارج لدى النفس، تعريف ناقص لا يعم جميع الأقسام، فإن هناك علوماً لا تقف النفس عليها بالاتّصاف بالخارج، وإنّما تقف عليها من صميم ذاتها في ظل عمليات ذهنية خاصة .[2]

***

سؤال وجواب

السؤال ـ إنّ هذه الجهات أوقفتنا على أنّ للإنسان معرفة تحصل في ذهنه لا من جهة اتّصاله بالخارج عن طريق الحواس. ولو صحّ ذلك، فما معنى قوله سبحانه: (وَاللهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)[3]. فإنّ معناه أنّ الإنسان عندما خرج من بطن أُمّه وظهر إلى هذا العالم، كان جاهلاً محضاً غيرواقف على شيء، وإنّما صار عالماً من طريق اتّصاله بالخارج عبر الأجهزة الحسّية أعني: السمعُ البصر. فما يدركه الإنسان من العلوم، إنّما يدركه عن طريق الحواس. ومع ذلك، كيف يصحّ ادّعاء حصول معارف وعلوم في الذهن من غير هذا الطريق؟


[1] وإن كانوا يتزلزلون عند طروء الشبهات، ولكن ذلك أمر آخر .
[2] مضافاً إلى ما عرفت من أن مجرد الانعكاس لا يحقق العلم، بل لابد من وجود وحدة بين المدرِك والمدرَك.
[3] النحل: 78 .

اسم الکتاب : نظرية المعرفة (المدخل إلى العلم والفلسفة والالهيات) المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 33
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست