responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نظرية المعرفة (المدخل إلى العلم والفلسفة والالهيات) المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 275

مكتسبة كما عرفت [1] .

الدافع الرابع ـ الثأر من جَوْر الكنيسة

لقد كان سلوك أرباب الكنائس ومحاكم التفتيش الكتسيّة في القرون الوسطى من العوامل القوية الّتي دفعت بعض المفكرين والمثقفين الغربيين باتجاه المادية، واتّخاذ موقف سلبي من الدين والميتافيزيقية ككل.

لقد تحولت هذه المحاكم من ملاحقة المرتدين عن العقيدة الكاثوليكية، إلى مطاردة ومعاقبة العلماء والمفكرين الذين يكتشفون أشياء في الكون والطبيعة، ويتراءى أنّها حركة ضد الكنيسة.

ولقد آل أمر تلك المحاكم إلى ارتكاب مجازر شنيعة، بلغ عدد المعدومين والمحروقين فيها أزيد من ثلاثمائة ألف، أُحرق منهم اثنان وثلاثون ألفاً أحياء، منهم العالم الطبيعي المعروف «برونو»، الّذي كان جرمه أنّه حاول إحياء نظرية «فيثاغورس» في حركة الأرض والسيارات المناقضة لنظرية «بطليموس». كما صدر حكم الإعدام على العالم الفلكي الكبير «غاليليو» [2] (1564 ـ 1642 م) لتأييده نظرية «كوپرنيك»[3] (1473 ـ 1543 م) في دوران الأرض على ذاتها وحول الشمس.

لقد تطورت محاكم التفتيش الكَنَسِيّة إلى جهاز جهنمي يعارض كل تقدّم علمي، وكل شكل من أشكال الحرية الفكرية، بأعنف الوسائل وأشدّها.

وقد أحدث كل ذلك ردّة فعل سلبية تجاه الكنيسة ومبادئها، وأوجد فكرة فصل الدين عن العلم، بزعم أنّ الدين ـ بأي لون كان ـ يكافح الرُّقّي والتقدم والحضارة. وظهرت بالنتيجة، موجة الشك بالعوالم الغيبية بل إنكارها من أساسها.


[1] سنطرح شبهة الوجوديين ونجيب عنها مفصلاً عند البحث عن أفعال العباد في دائرة العدل الإلهي .
[2] Galileo.
[3] Copernic.

اسم الکتاب : نظرية المعرفة (المدخل إلى العلم والفلسفة والالهيات) المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 275
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست