responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نظرية المعرفة (المدخل إلى العلم والفلسفة والالهيات) المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 259

3. الرؤيا الصادقة

إنّ علماء النفس قسّموا الرؤيا إلى أقسام.

أ ـ أضغاث أحلام، وهي الأحلام الّتي تنشأ من هموم الإنسان وأفكاره الّتي يعايشها في يقظته فهي تراوده عند النوم في صورة الأحلام والمنامات. وهي لا تدلّ على شيء، لأنّها ليست سوى انعكاسات لأفكار اليقظة ومشاكل الحياة.

ب ـ تجلّي اللاوعي في صفحة الوعي، وقد عرفت الكلام فيه. وهو إن دلّ، فإنّما يدلّ على أنّ شخصية الإنسان ليست هي الظاهر منه فحسب، بل له باطن لا يقلّ عن ذلك الظاهر.

ج ـ الرؤيا الصادقة، والمراد منها الصور الواقعية المرئية عند النوم، الحاكية عن أحداث قطعية وقعت قبل الرؤيا أو حينها أو بعدها، ولم يكن منها في خِلْد الإنسان شيء.

قال الشيخ الرئيس: التجربة والقياس متطابقان على أنّ للنفس الإنسانية ان تنال من الغيب نيلاً في حالة المنام، فلا مانع من أن يقع ذلك النيل في حال اليقظة، إلاّ ما كان إلى زواله سبيله، وإلى ارتفاعه إمكان.

أمّا التجربة، والتسامع والتعارف (أي إخبار الآخرين والمعرفة الشخصية)، يشهدان به. وليس من أحد من الناس إلاّ وقد جرّب ذلك في نفسه تجارب ألهمته التصديق، اللهم إلاّ أن يكون أحدهم فاسد المزاج .[1]

يريد الشيخ أنّ لكل أحد تجارب شخصية في حقل الأحلام الصادقة، إلاّ أن يكون فاسد المزاج. ويدلّ على ذلك أنّ هناك أحلاماً تحكي عن أحداث واقعة في عالم اليقظة دون أن يكون لها جذور في أعماق النفس، ودون أن يكون لها سوابق في باطن الإنسان، وقد ألّف غير واحد في ذلك المجال تآليف قيّمة، من أرادها فليرجع إليها.[2]


[1] الإشارات، مع شرحه للمحقق الطوسي: 3 / 399 .
[2] لاحظ «دار السلام فيما يتعلق بالرؤيا والمنام»، للمحدث النوري (م 1320 هـ) و «الآيات البيّنات في حقيّة بعض المنامات»، للمحقق التستري (1320 ـ 1415 هـ) وهو حيّ يرزق مدّ الله في عمره. وقد ذكر الأستاذ ـ دام ظلّه ـ نبذاً من ذلك في كتاب «الله خالق الكون» الذي أُلّف تحت إشرافه فلاحظ: 387 ـ 391 .

اسم الکتاب : نظرية المعرفة (المدخل إلى العلم والفلسفة والالهيات) المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 259
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست