responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نظرية المعرفة (المدخل إلى العلم والفلسفة والالهيات) المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 223

3. غاليليو [1] الإيطالي (1564 ـ 1642 م)، فإنّه أثبت بمنظاره الفلكي وجود كواكب كثيرة لم تكن معروفة إلى ذلك العصر.

4. نيوتن [2] الإنكليزي (1642 ـ 1727 م)، فإنّه أثبت تماسك النظام الشمسي بفضل قوتي الجذب والطرد المركزيتين عن الشمس وإليها، فكل سيارة تدور على مدار فيها قوتان: قوة الطرد عن المركز (الشمس) وقوة الانجذاب إليها، وفي ظل تعادل القوتين تستقرّ في مدارها.

فهذه النظريات الجديدة التي حلّت محلّ نظرية بطليموس، حقيقية صادقة، أيضاً، ونظرية بطليموس غدت باطلة بعد أن كانت صادقة. وما دامت هذه النظرية مشهورة مقبولة في الأوساط العلمية، فهي حقيقة، إلى أن تحلّ محلّها فرضيات أُخرى.

تحليل هذه النظرية

إنّ القائل بهذه النظرية خلط بين المسائل الاجتماعية والسياسية التي لا مصدر لها سوى تصويب الرأي العام، والقضايا الكونية الحاكية عن الخارج. فلو صحّ ما ذكره، فإنّما يصحّ في القسم الأول من المسائل، إذ من الحقوق المسلّمة لكلّ شعب أن يعيّن لون النظام الحاكم عليه، فكل ما يصوّت له الشعب، هو الحق، ما دام الشعب مؤيّداً له، فإذا تبدّلت رغبتهم إلى نظام آخر، بطل الأول وكان الثاني هو الحق والحقيقة.

وأمّا القضايا الحاكية عن الكون، فليست المقبولية فيها ملاك الحقيقة، ولا الرفض ملاك الخطأ، فملاك الحقيقة في القضايا الرياضية والفيزيائية والكيميائية والفضائية ليس هو تصويت الرأي العام لها، بل إنّ مجموع زوايا المثلث تساوي180 درجة، سواء اتّفق الرأي العام والعلمي عليه أم لا، هو ذلك شاءُوا أم أبوا، كما أنّ محيط الدائرة يساوي قُطْرَها مضروبٌ في النسبة الثابتة [3]، دائماً وأبداً.


[1] Galileo .
[2] Newton .
[3] 1416، 3 = 722 = .

اسم الکتاب : نظرية المعرفة (المدخل إلى العلم والفلسفة والالهيات) المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 223
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست