responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نظرية المعرفة (المدخل إلى العلم والفلسفة والالهيات) المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 121

بأنفسها. وبذلك استطاعوا ان يدفعوا عن نظريتهم الإشكالات المعروفة في باب الوجود الذهني [1] .

والعجب أنّ المادية الديالكتيكية قد جددت هذه النظرية المندرسة المتروكة، ولكن بصبغة علمية.

أضف إلى ما ذكرنا، أنّه إذا كان المعلوم والمكشوف لنا في ظرف التصور والتفكير، هو الأثر المادي الّذي لا يعادل المادة الخارجية، فمن أين علمنا أنّ وراء ذواتنا وإدراكاتنا، عالماً فيه ذوات لها خواص مختلفة؟ ومن أين علمنا أنّ الصورة العلمية وليدة المادة الخارجية والقوة الدماغية؟. إذ كلُّ ما نفرضه واقعاً فهو، بلا شك، فكر وخيال حادث في القوة المفكرة، لا يحكي عن شيء، ولا ينطبق على شيء.

سؤال وجواب

السؤال: إنّ انكشاف الواقع، يُتَصَوَّرُ على نحوين:

الأوّل: انكشاف الخارج على وجه الإطلاق بأن تحضر صور الواقعيات بما لها من الحدود والخصوصيات من دون أن تمسّ القوى الإدراكية بحقيقة الصورة، ومن دون أن تتصرف فيها. وهذا هو العلم المطلق، والتفكير المطلق الّذي آمنت به الفلسفة المادية الميكانيكية.

الثاني: انكشاف الخارج انكشافاً نسبياً، غير مطلق، بأن لا يكون الحاضر لدى العالم بالخارج، عينَه، ولكنه يحكي عنه حكاية نسبية، إذ الإدراك لا يحصل إلاّ بعد تصرّف من الحواس والأعصاب. وهذا التصرف يسلب الصرافة والإطلاق عمّا يحضر عندنا من الصورة، لأنّ المفروض أنّ المادة بذاتها متحولة متغيرة، من غير فرق بين المادة الخارجية والمادة الدِّماغية، فالخارج معدّ لحصول


[1] الإشكالات مبنية على وحدة الوجودين في الذات والذاتيات. وعلى القول بالشبح، لا يحصل الشيء بنفسه وماهيته في الذهن. وسيأتي هذا الإشكال مع تحليل كامل لأهم الأجوبة المذكورة فيه في الفصل العاشر، فترقب.

اسم الکتاب : نظرية المعرفة (المدخل إلى العلم والفلسفة والالهيات) المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 121
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست