responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نظرية المعرفة (المدخل إلى العلم والفلسفة والالهيات) المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 109

بالأجسام الّتي لا تنفك عنها، وثانوية: وهي قوى الأجسام الّتي تحدث إحساسات مختلفة في الإنسان من خلال تلك الصفات الأَولية.

«لوك» شكّاك

كان المترقَّب من «لوك»، باعتبار أنّه يُعَرّف الحسّ أساس الإدراك، وأنّه المصدر الرئيسي للمعرفة، أنْ يقيم للحسّ قيمة فلسفية قاطعة، ويراه كاشفاً عن الواقعيات الموضوعية. إلاّ أنّه وافق «ديكارت» في أنّ المعرفة الحسيّة لا قيمة لها فلسفياً، وإن كانت معتبرة في مقاييس الحياة العملية. ولعلّه لأجل ذلك لم يؤمن موضوعياً بجميع خواص المادة المدركة بالحسّ، وقسّمها كما عرفت إلى خواص حقيقية موضوعية، كالشكل والامتداد، وخواص ثانوية توجب انفعالاً ذاتياً، كاللون والطعم.

فعند ذلك نسأل «لوك»: إذا كان الحسّ فاقداً للقيمة الفلسفية، فمن أين علم بوجود الأشياء وخواصها؟ وكيف قسّمها إلى قسمين ؟

ولأجل ذلك يصحّ لنا أن نعد «لوك» من أنصار الشك الحديث، لكن تحت غطاء علمي، وواجهة تحليلية فلسفية تقبلها طباع أبناء العصر.

ومع ذلك كلّه، فقد آمن ببعض الإدراكات الّتي لا تنتهي إلى الحسّ، وسمّاها بـ «المعارف الوجدانية»، وهي المعارف الّتي لا يحتاج العقل في سبيل الحصول عليها إلى ملاحظة شيء آخر، كعلم الإنسان بنفسه، وأنّ المثلث غير المربع.

***

ج ـ النظرية النسبيّة [1] أو النسبيون

إنّ أصحاب منهج اليقين يتفقون على أنّ قسماً عظيماً من إدراكات الإنسان


1 . RELATIVISM .

اسم الکتاب : نظرية المعرفة (المدخل إلى العلم والفلسفة والالهيات) المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 109
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست