responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : قواعد العقائد المؤلف : الطوسي، الخواجة نصير الدين    الجزء : 1  صفحة : 78

[موقف المعتزلة وأهل السنّة في الحسن والقبح]

وعند أهل السنّة ليس شيء من الأفعال عند العقل بحسن ولاقبيح; وإنّما يكون حسناً أو قبيحاً بحكم الشرع فقط.

وعند المعتزلة أنّ بديهة العقل يحكم بحسن بعض الأفعال، كالصدق النافع، والعدل; وقبح بعضها، كالظلم، والكذب الضارّ. والشرع أيضاً يحكم بهما في بعض الأفعال.

والحسن العقلي ما لايستحقّ فاعل الفعل الموصوف به الذّمّ. والقبح العقلي ما يستحقّ به الذّمّ.

والحسن الشرعيّ مالايستحقّ به العقاب. والقبح ما يتسحقّ به.


فالقبيح منحصر في الحرام، وهو الذي يستحقّ الذم بفعله والمدح بتركه على خلاف الواجب.

وقد وقع الخلاف بين العدلية والأشاعرة في أنّ الحاكم باستحقاق المدح والذم أو الثواب والعقاب هل هو الشرع فقط، أو للعقل أيضاً دور في هذا المجال بالنسبة إلى بعض الأفعال، كالعدل والظلم والصدق والكذب؟ فالأشاعرة على الأوّل، والعدلية على الثاني.

ثمّ إنّ حكم العقل باستحقاق المدح أو الذم ليس حكماً جزافياً بلا ملاك ومناط، بل مناطه في ذلك هو إدراكه أنّ الفعل هل هو من لوازم كمال الفاعل أو نقصانه؟ فعلى الأوّل يحكم باستحقاق الفاعل للمدح، وعلى الثاني لاستحقاقه الذم، فالمعنى الثاني من المعاني الثلاثة المذكورة للحسن و القبح يكون في الحقيقة مصدراً وملاكاً للمعنى الثالث.فالأشاعرة إن كانوا مذعنين بالمعنى الثاني يلزمهم الإذعان بالمعنى الثالث أيضاً، لأنّ التفكيك بينهما، تفكيك بين العلّة والمعلول وهو محال.

اسم الکتاب : قواعد العقائد المؤلف : الطوسي، الخواجة نصير الدين    الجزء : 1  صفحة : 78
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست