ذلك لإجماع السلف عليه.وذهبوا إلى أنّ الإمام يعرف إمّا بنصّ من يجب أن يقبل قوله، كنبيّ أو بإجماع المسلمين عليه.
وكان الإمام بعد رسول اللّه بالإجماع أبابكر، ثمّ عمر بنصّ أبي بكر، ثمّ عثمان بنصّ عمر على جماعة أجمعوا على إمامته، ثمّ عليّ المرتضى ـ عليه السّلام ـ بإجماع المعتبرين من الصحابة، وهؤلاء هم الخلفاء الراشدون.
ثمّ وقعتِ المخالفة بين الحسن وبين معاوية وصالحه الحسن.واستقرّت الخلافة عليه ثمّ على من بعده من بني أُميّة وبني مروان حتّى انتقلت الخلافة إلى بني العباس.واجتمع أكثر أهل الحلّ والعقد عليهم.وانساقت الخلافة منهم إلى عهدنا الذي جرى فيه ما جرى.
[المنكرون لوجوب نصب الإمام مطلقاً]
وأمّا الذين لايقولون بوجوب نصبِ الإمام فيقولون: يقع في نصب الأئمّة فتن، وقتل بعض الناس بعضاً، كما جرى في إمامة (أيّام) عليّ ومعاوية ومن بعدهما في أكثر الأوقات. والاحتراز عمّا يُوقع الفتنة والمحاربة أولى بالاتّفاق. والشريعة كافية لمن أراد أن يكون على الحق ويتقرّب إلى اللّه بطاعته. فهذه هي مذاهب الناس في الإمامة.