responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحياة البرزخية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 82

نعم ، هذه ـ كما قلنا ـ ليست ضابطة أصلية في سعادة الإنسان في دنياه وأُخراه ، وليس له أن يعتمد عليها ويتّخذها سنداً ، وإن كان أمراً صحيحاً في نفسه ، وليس كل أمر صحيح يصح أن يعتمد عليه الإنسان ويعيش عليه كشفاعات الأنبياء والأولياء ، فلا يجوز ترك العمل بحجة أنّهم يشفعون .

الشبهة الثالثة

دلّت السنّة على أنّ الإنسان ينقطع عملُه بعد موتهِ إلاّ عن أُمور ثلاثة; إذ يقول ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ :

«إذا ماتَ الإنسان انقطع عملُه إلاّ من ثلاث : صدقة جارية ، أو علم يُنتفع به ، أو ولد صالح يدعو له» وليس عمل الغير أحد هذهِ الأُمور الثلاثة ، فلا ينتفع به .

يلاحظ عليه :

أنّ الحديث يدلّ على أنّ عمل الإنسان ينقطع بموته إلاّ عن ثلاثة ، ولا يدلّ على أنّه لا ينتفع بشيء من غير هذه الثلاثة ، وكم فرق بين القول بالانقطاع وعدم
الانتفاع; فإنّ الأوّل ناظر إلى الأعمال التي يقوم بها الإنسان في حال حياته; فإنّها تنقطع بالموت بالضرورة إلاّ ما كان له وجود استمراري كالأُمور الثلاثة ، وأمّا الثاني فهو تعبير أعمّ مّما يقوم به الإنسان بنفسه ، أو يقوم به الغير ، فلا ينفي الحديث انتفاع الإنسان بعمل قام به الغير وأهدى ثوابَه إليه .

بعبارة أُخرى : الموضوع في الحديث هو الأعمال التي للإنسان فيها دور مباشر ، أو تسبيباً كالولد ، وأَمّا الأعمال الخارجة عن هذا الإطار ، التي ليست للإنسان فيها أية مدخلية إلاّ بإيجاد الأرضية الصالحة فهي خارجة عن موضوع الحديث .

اسم الکتاب : الحياة البرزخية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 82
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست