الثاني : بعذاب الحريق ، الذي يدلّ عليه قوله سبحانه : (ذُوقوا عَذابَ الحريقِ ) ، فالآية تدلّ على أنّ هناك عذابين منفصلين موضوعاً ومحمولا ، فالعذاب الأوّل موضوعه الجسد ، والثاني موضوعه روح الإنسان المنتقل إلى الحياة غير الدنيوية .
ومن المفسرين من فسر الجملة الثانية بنار الآخرة ويقول : جيء بصيغة الماضي لكون تحقّقه قطعياً[4] . ولكنّه بعيد; لأنّ ظاهر الآية كون الدخول في النار متّصلا بغرقهم لا منفصلا ، بشهادة تخلّل لفظة «فاء» وإلاّ كان اللازم التعبير بـ «ثم» .
[1] الأنفال : 50 ـ 51 . [2] محمد : 27 . [3] نوح : 25 . [4] مجمع البيان 5 : 364 .