responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحياة البرزخية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 22

عليها من هذا الجسم اللطيف ، بقي ذلك الجسم اللطيف مشابكاً لهذه الأعضاء وأفادها هذه الآثار من الحس والحركة الإرادية .

وإذا فسدت هذه الأعضاء بسبب استيلاء الأخلاط الغليظة عليها ، وخرجت عن قبول تلك الآثار فارق الروح البدن ، وانفصل إلى عالم الأرواح .

قال ابن قيم الجوزية : وهذا القول هو الصواب في المسألة ، وهو الذي لا يصح غيره ، وكل الأقوال سواه باطلة ، وعليه دلّ الكتاب والسنّة وإجماع الصحابة وأدلّة العقل والفطرة[2] .

أقول : ما قاله ونقله ابن قيم ، أحسن ما نقل عنهم في المقام ، ولكن واقع الروح ومنزلته أرفع بكثير مما جاء في هذا الكلام ، وتشبيهه بسريان الماء في الورد والدهن في الزيتون والنار في الفحم يعرب عن سطحية الدراسة في المعارف الغيبية ، وعدم التفريق بين مراتب الروح; فإنّ مرتبة منها يشبه بما ذكر ، وأمّا المرتبة العليا أعني المخاطب بقوله سبحانه : ( يأيّتها النفسُ المطمئنَّةُ * ارجِعي إلى ربِّكِ راضيةً مَرضيةً * فادخُلي في عِبادي * وادخُلي جَنَّتي )[2]فهي أرفع كرامة من أن يكون شأنها شأن الأُمور المادّية اللطيفة ، والتفصيل موكول إلى محلِّه .


[1] الروح : ص178 .
[2] الفجر : 27 ـ 30 .

اسم الکتاب : الحياة البرزخية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 22
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست