responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحياة البرزخية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 10

فالعلماء في هذا المجال على رأيين :

الأوّل : الإنسان موجود آلي مركّب من عرق وعصب ولحم وعظم ، وما الشعور إلاّ نتيجة تفاعل هذه الأجزاء بعضها ببعض ، وليس وراءَ هذا التركيب المادّي أيّ وجود آخر باسم الروح والنفس ، وأنّ الإنسان يفنى بموته ، وبه تنتهي شخصيته و «ليس وراء عبّادان قرية» وقد انطلت هذه النظرية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر على كثير من الباحثين في الغرب ، وبذلك قاموا بنفي العوالم الغيبيّة وراء المادة ، وحسِبوا أنّ الوجود يساوي المادة وهي أيضاً تساويه ، وبذلك شيّدوا المذهب المادّي في ذينك القرنين .

الثاني : أنّ واقع الإنسان الذي به يعدّ إنساناً ، هو نفسه وروحه ، وليس جسمه إلا أداة بيد روحه وجهازاً يعمل به في هذا العالم المادّي ، وهذا لا يعني أنّه مركّب من جسم وروح ، بل أنّ الواقع فوق ذلك ، فالإنسان هو الروح ، والجسم كسوة عليه ، ونِعْمَ ما قيل :

يا خادَم الجسم كمَ تسعى لخِدمته * أتطلب الربح فيما فيه خسرانُ
أقبل على النفس واستكمل فضائلها * فأنت بالروح لا بالجسم إنسانُ

ومن حسن الحظ أنّه في الوقت الذي كان المادّي يرفع عقيرته وينادي بأنّه ليس وراء المادة شيءٌ أثبتت البحوث العلمية بطلان هذه النظرية ، فقام الروحيّون بنشر رسائل عديدة وكتب كثيرة تشتمل على تجاربهم وأدلّتهم في هذا المضمار ، وبذلك دمّروا ما بُني من تفكيرات مادية بمعاولهم العلمية .

وبما أنّ بحثنا في هذه الفصل يعتمد على الكتاب والسنّة فنترك أدلّتهم للقارئ

اسم الکتاب : الحياة البرزخية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 10
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست