اسم الکتاب : مع الشيعة الاماميه في عقائدهم المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 230
كتاب عليّ وإملاء رسول الله :
إنّ السؤال الأوّل يرجع إلى كتاب عليّ وماهيّته؟ وهل هو أحاديث رسول الله
ـ صلى الله عليه وآله وسلم _ التي دوّنها الإمام دون غيره؟ وإليك التفصيل :
كانت لمدرسة أئمة أهل البيت عناية خاصة بضبط وتدوين كلّ ما أُثِر عن النبيّ الأكرم
ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ من قول وفعل; لأنّه
ـ صلى الله عليه وآله وسلم _ لا يصدر في مجال التشريع والتعليم إلاّ عن الوحي قال سبحانه : (ومايَنطِقُ عنِ الهَوى * إن هوَ إلاّ وَحيٌ يُوحى )[1] وكان
ـ صلى الله عليه وآله وسلم _ على علم قاطع بأنّه سوف ينتقل إلى بارئه ، وأنّ الأُمّة الإسلامية سوف تحتاج إلى كلماته وأقواله ، وأفعاله وأعماله ولا تبقى خالدة إلاّ بالضبط والتدوين .
إنّ الإمام عليّ بن أبي طالب
ـ عليه السلام _ كان وليدَ البيت النبويّ وكان مع الرسول الأعظم
ـ صلى الله عليه وآله وسلم _ منذ نعومة أظفاره إلى رحيل رسول الله عن الدنيا ، وهو
ـ عليه السلام _ يصف حياته في صباه وما بعده ويقول : «ولقد كنتُ أتّبعُه (يعني : رسول الله) اتِّباع الفصيل أثر أُمّه ، يرفعُ لي في كلّ يوم من أخلاقه علماً ، ويأمرني بالاقتداء به ، ولقد كان يجاور في كلّ سنة بِحِراءَ فأراه ولا يراه غيري . ولم يجتمع بيت واحد يومئذ في الإسلام غير رسول الله
ـ صلى الله عليه وآله وسلم _ وخديجة وأنا ثالثهما ، أرى نور الوحي والرسالة ، وأشمّ ريح النبوّة»[2] .
كان ربيبه عليّ
ـ عليه السلام _ يلازمه ليلاً ونهاراً ، سفراً وحضراً ، في موطِنه ومهجَره ، لم يفارقه في غزوة إلاّ غزوة تبوك ، وقد أقامه رسول الله مقامه في المدينة ليكون عيناً للمسلمين على المنافقين ، وصاعقة على المتمرّدين إذا حاولوا المؤامرة ، أو إيذاء من بقي من المسلمين من الشيوخ والأطفال ، إلى أن دخل العام الحادي عشر للهجرة وقد قرب أجله وارتحاله
ـ صلى الله عليه وآله وسلم _ ومرض وكان عليّ هو الممرّض له ، وقُبض ورأسه
[1] النجم : 3 ـ 4.
[2] الشريف الرضي ، نهج البلاغة ، الخطبة : 192 .
اسم الکتاب : مع الشيعة الاماميه في عقائدهم المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 230