اسم الکتاب : مع الشيعة الاماميه في عقائدهم المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 211
التبليغية; إذ مهمّتها موجَدة بالتمسّك بهما فالعترة الطاهرة مشاعل الحقّ ، ومنارات التوحيد ، أغنت الأمة ، علومُهم وتوجيهاتُهم عن بعث نبيّ يبلّغ رسالات الله ، وهذا إجمال الكلام في أئمة أهل البيت
ـ عليهم السلام _ والتفصيل موكول إلى محلّه .
الوجه الثاني : أنّ علماء الأُمّة المأمورين بالتبليغ بعد التفقّه أغنوا الأُمّة عن أيّ نبوّة تبليغية ، قال سبحانه : (فَلَولا نفَر مِنْ كُلِّ فِرقة مِنهُمْ طائفةٌ لِيتفقَّهوا في الدِّينِ ولِيُنْذِرُوا قَومَهُمْ إذا رَجَعوا إلَيهم لَعلَّهم يَحذَرون )[1] وقال سبحانه : (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمّةٌ يَدعونَ إلى الخيرِ ويأمُرونَ بالمَعرُوفِ وَينهَونَ عَنِ المُنكَرِ )[2].
السؤال الثالث : لماذا حرم الخلف من المكاشفة الغيبية والاتصال بعالم الغيب واستطلاع ما هناك من المعارف والحقائق؟
الجواب : إنّ الفتوحات الغيبية من المكاشفات والمشاهدات الروحية لم توصد بابها ، وإنّما أُوصد باب خاصّ وهو باب النبوّة الذي يحمل الوحي التشريعي أو التبليغي .
قال سبحانه : (سَنُرِيهِمْ آياتِنا في الآفاقِ وفي أنفسهِم حتّى يتبيَّنَ لَهُمْ أنّهُ الحقُّ أوَلَمْ يَكفِ بِربِّكَ أنَّهُ على كُلِّ شيء شَهيد )[3] .
فالفتوحات الباطنية من المكاشفات والإلقاءات في الروع غير مسدودة بنصّ الكتاب العزيز قال سبحانه : (يا أيُّها الذينَ آمَنوا إن تَتَّقوا الله يجعلْ لَكُمْ فُرقانا )[4] أي يجعل في قلوبكم نوراً تفرِّقون به بين الحقِّ والباطل [1] التوبة : 122 .
[2] آل عمران : 104 .
[3] فصلت : 53 .
[4] الأنفال : 29 .
اسم الکتاب : مع الشيعة الاماميه في عقائدهم المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 211