responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل ومقالات المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 474

يَذْكُرُونَ اللّهَ قِياماً وَقُعُوداً وَ عَلى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالاََرْضِ رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلاً سُبْحانَكَ فَقِنا عَذابَ النّارِ) [1]

كما أنّه سبحانه قد أمر بالتعقّل في غير واحد من الآيات الكونية وقال: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالاََرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِوَالْفُلْكِ الَّتي تَجْري فِي البَحْرِ بِما يَنْفَعُ النّاسَ وَما أَنْزَل اللّهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ ماءٍفَأَحْيا بِهِ الاََرْضَ بَعْدَمَوتِها وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دابَّةٍ وَتَصْرِيفِالرِّياحِ وَالسَّحابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّماءِ وَالاََرْضِ لآياتٍ لِقَومٍ يَعْقِلُونَ) [2]

والدعوة إلى التفكير والتعقّل في آياته سبحانه ليست لهدف الوقوف على النظام السائد في الكون الذي تتكفّل ببيانه العلوم الطبيعية والفلكية، بل ثمّة غاية قصوى هي أشرف من الاَُولى وهي الوقوف على باطن الكون الذي يعبّر عنه سبحانه بملكوت السماوات والاَرض، وهو عبارة عن جهة تعلقه بخالقه، وقيامه به قيام المعلول بالعلّة، والمعنى الحرفي بالمعنى الاسمي، وهذا النمط من التفكير يصنع من الاِنسان عارفاً موحداً لا يرى شيئاً إلاّ ويرى اللّه معه و قبله وبعده، قال سبحانه: (وَكَذلِكَ نُرِي إِبْراهيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَالاََرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنينَ) [3] وقال سبحانه: (أَوَ لَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّماواتِ وَالاََرْضِ وَما خَلَقَ اللّهُ مِنْ شَيْءٍ) [4]

إنّه سبحانه جهز الاِنسان بالتفكير والتعقّل، وأعطى له الاَدوات المطلوبة، ومن أفضلها السمع والبصر، كما أشار إليه في قوله سبحانه: (وَاللّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ


[1] آل عمران: 190 ـ 191.
[2] البقرة: 164.
[3] الاَنعام: 75.
[4] الاَعراف: 185.

اسم الکتاب : رسائل ومقالات المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 474
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست